من ينقذ الأحياء الجامعية من “دعارة” الطالبات؟

 

من ينقذ الأحياء الجامعية من “دعارة” الطالبات؟

تحولت الأبواب الرئيسية للأحياء الجامعية بالمغرب عموما، إلى فضاء للباحثين عن طالباتٍ لقضاء ليلة حمراء معهن..إما في فيلا فاخرة أو في فندق مصنف..

وارتباطا، لا يخلو حي جامعي بالعاصمة الرباط، أكدال أو السويسي الثاني، من هذه المظاهر اللاأخلاقية، حيث غدت سيارات من أفخم الماركات تجوب الشوارع ذهابا وإيابا وأخرى مركونة لاقتناص “صيد ثمين”، في منظر غدا يتكرر كلما حل المساء.

شاهد عيان…بصيغة المؤنث

تقول مليكة القاطنة بالحي الجامعي السويسي، “بعض الفتيات داخل الحي يَعْمَدن إلى ارتداء لباس مثير وخالٍ من الحشمة داخل مطعم الحي. إضافة إلى انتشار العلاقات المشبوهة مع بعض الشُّبان أمام الباب الرئيسي للحي الجامعي بشكل عادي ومن دون أدنى تَحَرُّج أو منع من طرف الإدارة، زد على ذلك تربص سيارات فارهة ببعض الطالبات القاطنات بالحي الجامعي خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي المساء”.

وتضيف الطالبة بكلية الآداب “جميع الطالبات القاطنات هنا يَعْلمن أن “مولات الديطاي” هي من ترشح فتيات بِعَيْنِهن للشباب الراغبين في قضاء ليلة ماجنة، وذلك عبر مدهم بأرقام هواتفهن، لتأخذ نصيبها من هذه ” التْبَزْنيسة” لاحقا..”

وتساءلت سميرة وهي طــالــبــة تقطن بالحي الجامعي أكدال، ” كيف لا أبيع جسدي بأَبْخس الأثمان في ظروف مادية صعبة، ولكم أن تتصوروا معاناتنا اليومية مع انعدام كسرة خبز…”.

فيما استنكرت هاجر تعميم انتشار ظاهرة التفسخ الأخلاقي في صفوف جميع الطالبات، مُقِرَّة بأن الدعارة منتشرة في جميع الطبقات الاجتماعية وفي أماكن عدة بغض النظر عن كونه حيا جامعيا، ” ليست جميع القاطنات بالحي الجامعي يمارسن الفحشاء وإنما هي فئة معينة فقط، ويمكنني أن أقول جازمة بأن هناك الكثير من الطالبات المحافظات على شرفهن وسُمْعتهن، مقابل فتيات أخريات وهن قليلات بالمقارنة قد لا يَبِتْن ليلتهن بغرفهن بالحي” و “كل نعجة كَتْعَلَّق من كْرَاعْها”…

وأضافت مريم “أنا قاطنة بالحي الجامعي أكدال، وبالفعل يمكنني التأكيد بأن العديد من الطالبات يخرجن في ساعات متأخرة من الليل، بحيث يَقْضِين ليلتهن خارجا”، مستطردة بأن الظاهرة غَدَت مُتَفشية في المجتمع ككل فهناك “بنات دْيُورهم لي كايْديروا الفضايح”، وبالمقابل هناك طالبات “بْنات الناس”، متدينات ومتحجبات ومتخلقات بخلق حسن، إضافة إلى أن البعض منهن تعقدن جلسات علمية ودينية داخل غرفهن..”

دعارة الطالبات..الأسباب

تعليقا على ذات الموضوع، قال أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور ابراهيم حمداوي،إن دعارة الأحياء الجامعية ناتجة عن ضعف المنظومة القِيمِيَّة داخل الفرد والمجتمع، مع انعدام الوازع الديني، نتيجة تراجع أدوار المؤسسات الاجتماعية التربوية الرسمية منها وغير الرسمية، مضيفا أن “تراخي الروابط الاجتماعية والأسرية، وتَدَاعي المُثُل والقِيَم …تساهم بشكل كبير في إسقاط الفرد في دوامة الضياع والفراغ والبؤس والإحباط”.

وأكد الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أن الاستفزاز والإغراء الاستهلاكي، وتواجد ما يسمى ب”الفرصة السانحة” المتمثلة في نظر الشابات في سيارات فارهة، واستعداد أصحابها للإنفاق بإسراف وإغداق الطالبات بالهدايا باهضة الثمن، وارتياد مطاعم ومقاهي راقية، ووجود شبكات منظمة لاصطياد وإغراء الفتيات لامتهان الدعارة. من بين أهم أسباب الانحلال الأخلاقي للطالبات الجامعيات.

وعزا الدكتور حمداوي هذه الظاهرة كذلك، إلى الظروف الخاصة التي تعيشها القاطنات بالأحياء الجامعية، سواء على المستوى الاجتماعي أو المادي أو النفسي أو الجسدي. التي تكاد تكون المسؤولة الحقيقية عن الدوافع التي تقود إلى الانحراف الجنسي.

وأضاف المتحدث،أن الشابة الجامعية اليوم استطاعت تجاوز أفكار الشابة التقليدية التي كانت تعيد إنتاج نفس القوالب الذِّهْنية والاجتماعية داخل المجتمع. موضحا بأن ظروف وطموح الطالبة الجامعية اليوم، فرضت عليها تأجيل تاريخ زواجها، وهو التأجيل الذي لم يلغ معه رغبتها الجنسية.

الأحياء الجامعية..ردة فعل

وكانت إدارة الحي الجامعي لأكدال بالعاصمة الرباط، هددت باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة تصل حد الطرد بصفة نهائية من الحي الجامعي، في حق بعض الطالبات المقيمات واللائي يأتين بسلوكات “مشينة” أمام الباب الرئيسي للحي المذكور في ساعات متأخرة من الليل.

حيث طلبت إدارة الحي من القاطنات، عبر إعلان لها بحر الأسبوع الماضي، التحلي بالمسؤولية والحرص على سمعة المؤسسة التي يقطُنَّ بها..

فهل ستَمْتَثِل الطالبات لطلب الإدارة….؟؟

 

Comments are closed.