“الأندلس مونامور” كوميديا جادة لمعالجة قضايا آنية لها صلة بالتاريخ

 

“الأندلس مونامور” كوميديا جادة لمعالجة قضايا آنية لها صلة بالتاريخ

يقدم الفيلم السينمائي “الأندلس مونامور” كوميديا جادة لمعالجة قضايا آنية لها صلة بتاريخ المنطقة المتوسطية وبالحلم الأندلسي الكبير.

لقد اختار المخرج محمد نظيف السخرية السوداء أسلوبا فنيا لتناول ظاهرة الهجرة السرية المفتوحة على كل الاحتمالات المأساوية و النهايات غير المفرحة لأصحابها وأهلهم.

من هذا المنطلق وقع نظيف فيلمه الأول برؤية مغايرة لتلك التي اعتمدت في أفلام مغربية وأجنبية أخرى حيث ارتبط النص الفيلمي لديه بالكوميديا التي تؤسس لنفسها في لحظات ألم يشعر فيها المتلقي بالتجاوب المفعم بالتعاطف مع ضحايا الهجرة السرية الذين يتقاسم معهم في مشاهد الفيلم فرح اللحظة الذي يبدد الخيبات.

وقد لقي هذا الفيلم الطويل الأول لمحمد نظيف٬ الذي تم عرضه مساء أمس الأربعاء ضمن المسابقة الرسمية للدورة ال15 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة٬ استحسانا لدى الجمهور الذي تفاعل مع لحظات الفيلم الذي يعالج موضوع الهجرة السرية إلى الضفة الأخرى وحلم العودة إلى الأندلس.

وشارك في بطولة الفيلم الممثلون المهدي الوزاني ويوسف بريطل وعلي الصميلي ومحمد نظيف وأسماء الحضرمي وخلود البطيوي ومحمد الشوبي وخلود البطيوي٬ وهشام مصباح.

واعتبر المخرج المغربي حسن بنجلون٬ في أول انطباع له بعد عرض الشريط٬ أن الفيلم جسد حلمي الهجرة والعودة للأندلس بأبعاده المختلفة٬ “في حلة فنية مكتنزة بالدفئ والمتعة”.

وأشار المخرج بنجلون٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذه المتعة الفنية والجمالية للفيلم هي ثمرة تكامل بين أداء الممثلين والمخرج والتصوير.

ويحكي الفيلم قصة شابين جامعيين من العاصمة الاقتصادية تنكرا في صورة طالبين ينقبان عن الذهب في قرية تطل على إسبانيا وتعرفا على معلم بالقرية قبل مساعدتهما لتحقيق الحلم بالهجرة إلى الضفة الأخرى٬ وهو أيضا (المعلم) كان يريد استغلالهما لجمع أموال تمكنه من الذهاب للأندلس لتحقيق حلمه التاريخي بالعودة إلى تلك المنطقة واسترجاع مجدها العربي٬ حيث أركبهما قاربا تقليديا صغيرا ليصطدما بالمجهول.

أحدهما يرجع إلى القرية والآخر تقاذفته أمواج البحر إلى منطقة قريبة من القرية اعتقد أنها هي الضفة الأخرى/الحلم٬ وتمكن بعد مدة رفقة أصدقاء تعرف عليهم من جنسيات أخرى من الهرب من مكان كان يستغله مهربو المخدرات (رئيس بلدية القرية وإمام المسجد بها وآخرون) لاستغلال المغفلين من المهاجرين السريين من المغرب العربي والبلدان الإفريقية.

وأوضح محمد نظيف في تصريح مماثل أنه قام بتوظيف تيمات “الهجرة السرية والفساد الإداري والكذب باسم التقوى” بشكل ساخر في عمله ٬ مبرزا أنه يطمح من خلال ذلك إلى التجاوب مع الجمهور وتقديم عمل “يطرح أسئلة واقعية لقضايا آنية في لحظة سينمائية تتميز بالمتعة والحميمية”.

يذكر أن الفيلم فاز بجائزة أحسن إخراج لأول عمل واعد في مهرجان وهران السينمائي بالجزائر٬ و شارك في مسابقة الأفلام الطويلة للدورة ال13 لمهرجان السينما المغربية٬ وكذا في الدورة ال11 لمهرجان مراكش العالمي ضمن فقرة “خفقة قلب”.

ويعد هذا الفيلم أول تجربة في الأفلام الطويلة بعد إخراج سلسلة أفلام قصيرة من بينها “‘الشابة والمصعد” سنة 2005 ”الشابة والمدرس” سنة 2007 و”الشابة والمدرسة” سنة 2009.

ويمثل المغرب إلى جانب محمد نظيف في دورة هذه السنة من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة٬ المخرج فوزي بنسعيدي بفيلم “موت للبيع”٬ حيث يتنافسان مع سينمائيين من السينغال ومالي والغابون وبوكينافاسو ورواندا وأنغولا والكونغو وتونس والجزائر ومصر.

وضمن الأفلام ال12 المشاركة في هذا العرس السينمائي تحضر المنطقة المغاربية بأفلام منها “ديما براندو” للمخرج التونسي بهي ريدحا و “قداش تحبني” للجزائرية فاطمة الزوهرة زموم”.

وتتكون لجنة تحكيم المسابقة التي يرأسها الناقد السينمائي المغربي محمد الدهان من نخبة من الأسماء الوطنية والدولية الوازنة ويتعلق الأمر بأوزانج سيلوكي كييفر (فرنسا) وسيديكي باكابا (كوت ديفوار) وسوما أرديوما (بوركينافاسو) وجيرار إيسومبا (الكاميرون) وليلى واز (تونس) ونفيسة السباعي(المغرب).

Comments are closed.