بنيس: على المغرب أن يطالب إسبانيا بالاعتذار عن جرائمها بالريف

 

بنيس: على المغرب أن يطالب إسبانيا بالاعتذار عن جرائمها بالريف

قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ أمس الخميس بالرباط٬ إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني استدعى سفير إسبانيا بالرباط وطالب بالتوضيحات اللازمة لتصريحات وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديث دياث حول وضع أفراد من الحرس المدني الاسباني في بعض الجزر الجعفرية.

كما طالب وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ يضيف الخلفي٬ بتوضيحات في موضوع تصريحات وخطوات أخرى غير مقبولة لوزير الداخلية الاسباني في ما يخص معركة أنوال٬ مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون تتابع الموضوع في مختلف تفاصيله وتطوراته كما تابعته وباقي الجهات المختصة بدقة منذ لحظاته الأولى.

عوامل العداء للمغرب

وتعليقا على خلفيات هذه الحادثة وتداعياتها، قال الدكتور سمير بنيس، مستشار سياسي في الأمم المتحدة وخبير في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بأنه لم يتفاجأ من هذه الخطوة التي أقدم عليها وزير الداخلية الإسباني في مدينة مليلية المحتلة، وذلك لعدة أسباب إيديولوجية وتاريخية وسياسية.

وأوضح رئيس تحرير موقع Morocco World News،بأن السبب الإيديولوجي ـ الذي يجب أن يكون دائماً حاضراً في ذهن المغاربة عند التعامل مع الحكومة اليمينية الشعبية ـ هو أن أعضاء الحزب الشعبي هم ورثة الحكومة الإسبانية التي كانت تقوم بقمع المغاربة إبان احتلالها لشمال المغرب، وبالتالي فلهم نفس الخلفية الإيديولوجية، ومن تم افتخار الوزير الإسباني بالقتل العشوائي الذي ارتكبته إسبانيا في حرب الريف”.

أما السبب التاريخي، بحسب بنيس، فيكمن في النظرة التاريخية للإسبان تجاه المغرب، حيث يعتبر المغرب العدو التاريخي لإسبانيا، والعدو الذي كان دائماً يكبد إسبانيا خسائر كثيرة، لافتا إلى أنه يكفي قراءة أي كتاب من الكتب المدرسية أو التاريخية لإسبانيا حول المغرب لتلمس تلك النظرة المليئة بالحقد والكراهية للإسبان تجاه المغرب.

وزاد الخبير بأن السبب السياسي يتمثل في توجيه رسالة إلى الحكومة المغربية، مفادها أن إسبانيا لن تتخلى عن ما تسميه سيادتها على الجزر الجعفرية وجزيرة ليلي، بالإضافة إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بالإضافة إلى استعمال إسبانيا لهذه الورقة من أجل تقوية جبهتها الداخلية خاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها، والتي تدفع بالحكومة الإسبانية إلى اتخاذ إجراءات تقشفية تؤثر على شعبيتها.

وشدد بنيس على أن ما يجب وضعه في الحسبان هو أن المغرب كان وما يزال يعتبر قضية داخلية بالنسبة لإسبانيا، مشيرا إلى أنه في الغالب تلجأ الحكومات الإسبانية، خاصةً اليمينية، إلى اتخاذ هذه الخطوات العدائية ضد المغرب من أجل كسب تعاطف الرأي العام الإسباني.

مطالبة اسبانيا بالاعتذار

وعلى ضوء هذا المعطى الجديد والخطوة العدوانية التي قامت بها الحكومة الإسبانية تجاه مشاعر الشعب المغربي، أكد بنيس على أن الوقت حان لتقوم الحكومة المغربية بمطالبة الإسبان بالاعتذار رسمياً عن الجريمة التي قامت بها إسبانيا بعد هزيمتها في معركة أنوال عام 1921، حينما قامت بقصف سكان الريف بالغازات السامة التي كانت محظورة تماشياً مع معاهدة فرساي لعام 1919.

ولفت المتحدث في هذا السياق إلى أن الملك الإسباني آنذاك، ألفونصو الثالث عشر، جد الملك خوان كارلوس، هو الذي أعطى الإشارة للانتقام من سكان الريف، ومن البطل والمقاوم التاريخي محمد بن عبد الكريم الخطابي.

ومضى بنيس بالقول إنه يجب أيضا على الحكومة المغربية أن تطالب نظيرتها الإسبانية بجبر الضرر لفائدة سكان الريف الذين ما يزالون يعانون جراء تلك الغازات السامة، مردفا بأن عددا من الباحثين والكُتاب، منهم الكاتبة الإسبانية María Roda de Madariaga والكاتب البريطاني Sebastian Balfour، كشفوا على أن أكبر نسبة للمصابين بداء السرطان في المغرب توجد في منطقة الريف، وأن السبب الرئيسي وراء هذا النسبة المهولة هو الغازات السامة التي استعملتها إسبانيا ضد المغرب.

وخلص الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، في ختام حديثه للموقع، إلى أن الوقت قد حان ليقوم المغرب بهذه الخطوات الأساسية، وكذلك بمراجعة النهج السياسي الذي يتعامل من خلاله مع الجارة الشمالية اسبانيا.

 

Comments are closed.