ناقد: “الحريگ” إلى القنوات الأجنبية يعكس أزمة التلفزيون المغربي

 

ناقد: “الحريگ” إلى القنوات الأجنبية يعكس أزمة التلفزيون المغربي

كشفت أرقام نشرتها أخيرا مؤسسة “ماروك ميتري”، المتخصصة في قياس نسب مشاهدة القنوات التلفزية المغربية، عن كون حوالي نصف المشاهدين المغاربة ـ 50.5 في المائة ـ يهاجرون إلى مشاهدة القنوات الأجنبية خلال رمضان الحالي، تليها القناة الثانية بـ36.7 في المائة.

ويعلق الناقد والسيناريست محمد اشويكة على هذه الهجرة للمشاهدين المغاربة نحو القنوات الأجنبية، بالقول إن الأزمة لا تكمن في التقنيات بقر ما توجد في كتابة السيناريو، وذلك نتيجة عدم الانسجام الحاصل على مستوى خلايا الكتابة التي يظهر اختلاف حمولات ومرجعيات كتابها، وجعل حلقاتها متفاوتة القيمة والجودة خاصة تلك التي ألفها بعض الشباب الذين يتسرعون في نقل حوارات الشارع المسكوكة، ولم يستطيعوا تجاوز الواقع الذي يفوقها هزلا.

وأضاف اشويكة في تصريحه،  بأن هذا الأمر فتح باب الارتجال على مصراعيه أمام الممثلين الذين انكشف الصراع الفردي القائم بينهم، فلا يحس المتفرج بروح التمثيل الجماعي، وإنما هناك استعراض لبعض التقنيات الفردية التي يفرضها أصحابها فرضا على المخرجين وعلى الجمهور أيضا ـ رغم نمطيتها ـ، متناسين أن الممثل هو الذي يتكيف مع الشخصية والمواقف، وليس ذاك الذي يلعب نفس الدور طيلة مشواره الفني!

واستطرد الناقد بأن هذا الهروب أو “الحريگ الجماعي” يعكس الأزمة البنيوية الحادة التي يعانيها التلفزيون المغربي على مستوى الهيكلة؛ من قبيل التسيير الإداري، والإنتاج، والبرمجة…، خاصة على مستوى مصلحة الدراما التي ظل المشرفون عليها يرتكبون ويراكمون نفس الأخطاء مند عقود.

ويُكمل اشويكة تحليله بأن أهم تلك الأخطاء تتجلى في عدم حياد إدارة مصلحة الدراما أثناء اختيار المشاريع، والتحكم في لجان القراءة الصورية، وعدم احترام دفتر التحملات، وغياب الشفافية على مستوى عقد الصفقات، مشيرا إلى أنه لا يُعقل أن تظل نفس الشركات التي تستعين بخدمات نفس الممثلين والكتاب مُنْفَرِدَة بميزانيات ضخمة رغم أنها تنتج الرداءة، وزاد الناقد بأن الانفتاح على كافة المنتجين عبر دمقرطة الصفقات وشفافيتها من شأنه أن يعطي الفرصة للتعدد الذي يمكن أن يعطي الأجود.

ديكورات نمطية

ولاحظ اشويكة بأن ما يثير في السلسلتين الرئيسيتين اللتين تعرضهما القناة الأولى والثانية طغيان لونٍ واحد يعم الديكور، وهو يحيل على شركة اتصالات مغربية حديثة، مما يجعلها إشهارية من البداية إلى النهاية.

وأشار المتحدث إلى الديكور الداخلي المتشابه لهاتين السلسلتين، غير المتناغم مع الروح “التيماتيكية” للدراما لأنه يحتوي على مكونات ثابتة خالية من الإبداع، موضحا أنه مجرد تركيب لمواد تلك “الماركات النمطية” التي تغزو السوق المغربي، وتستخف بعراقة البيت المغربي في فن الديكور، وتضرب الذوق العام في الصميم”.

ومضى اشويكة قائلا: “نحن في حاجة ماسة إلى مراجعة الذات، وفتح المجال للطاقات الإبداعية التي يزخر بها المغرب، سيما أننا نعمل على حفر كوات مظلمة في مخيلة الأجيال الحالية والقادمة، ونطعن الثقافة العامة والخيال الجمعي للمغاربة بأسلحة تتجاوز خطورتها تلك التي تحدثها الأسلحة الحربية”، وفق تعبير الناقد.

 

Comments are closed.