الهلال الأحمر بمراكش.. خدمات يومية لإسعاف رواد الكتبية

 

الهلال الأحمر بمراكش.. خدمات يومية لإسعاف رواد الكتبية

بالجانب من مسجد الكتبية الشهير بمراكش، تتثبت خيمة بيضاء تستقبل يوميا العشرات من حالات المصلين من مرضى الضغط والسكري وكذا الإغماءات، والتي يتلقاها مسعفو الهلال الأحمر من متطوعين وممرضات وأطباء.. حيث يتجند فريق ميداني يرابط بين صفوف الرجال والنساء داخل المسجد وخارجه، من أجل التدخل الاستعجالي لإسعاف كل حالة أو نقلها إلى المستشفى إن تطلب الأمر ذلك..

مشهد الخيمة البيضاء بات مألوفا لدى المراكشيين خلال رمضان من كل سنة، حيث يقول نور الدين العلاوي، المنسق الجهوي للهلال الأحمر بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أن المنظمة تقوم بالتغطية الصحية لعموم المواطنين الوافدين على مسجد الكتبية قصد أداء صلاة التراويح، حيث يبلغ معدل الحالات من 400 إلى 600 حالة إصابة شهريا، يضيف العلاوي، الذي أكد أن أغلب تلك الحالات تأتي من النساء وتكون نتيجة ارتفاع الضغط الدموي أو مرضى السكري “الذين يخالفون نصائح الأطباء في إفطار رمضان، وهو ما يسبب لهم إرهاقا شديدا وقت التراويح”.

وعن كيفية العمل الميداني، يشرح المنسق الجهوي أن فريق المسعفين والمنقذين ينقسم إلى 3 فرق صغيرة، إذ يتواجد الفريق الأول، والمكون من مسعفات، على مستوى باحة مصلى النساء، والفريق الثاني على مستوى باحة الرجال، في حين أن الفريق الثالث يتواجد داخل الخيمة لاستقبال المصابين وتقديم العلاجات الأولية، يضيف نورد الدين العلاوي.

ويقول محمد، 24 سنة والذي التحق بالهلال الأحمر لأكثر من سنة كمتطوع، أنه يقوم، رفقة فريقه، بإيصال الحالات إلى الخيمة “في أقرب وقت ممكن.. حيث نجد هناك طبيبا مختصا بمساعدة ممرضات يتكلفون بالفحص وإجراء العلاجات اللازمة”. أما عن سبب التحاقه بالعمل التطوعي، فيردف محمد أن نشاطه لا يبتغي من ورائه أجرا ماديا، “وإنما تقربا إلى الله تعالى”.

من جهتها، تصف رميساء، المتطوعة والتي تقوم باستقبال الحالات من داخل خيمة الهلال الأحمر، طريقة عملها وفق المهمة المكلفة بها، وذلك باستقبال الحالات التي يتم نقلها من بين المصلين، “أقوم بمراقبة الضغط الدموي لكل الحالالت الوافدة علينا هنا، وأبقى في متابعة لها رفقة زميلاتي المتطوعات حتى تستقر وضعية المصابة أو المصاب، وإلا فيتم نقلها إلى المستشفى لإكمال العلاجات اللازمة”.

وفي هذا الصدد، قال مولاي حفيظ العلوي، رئيس مكتب الهلال الأحمر لجهة مراكش تانسيفت الحوز، وعضو مجلسه الإداري الوطني، أن طلبات الانضمام إلى المنظمة بمراكش عرفت تزايدا مطردا خلال السنوات الأخيرة، “تفسره عادات المغاربة وأخلاقهم المتمثلة في حب الخير وتقديم العمل الانساني وقيم التآزر والتعاطف..”، مضيفا أن عدد المتطوعين من داخل الهلال الأحمر بالمغرب يصل إلى حوالي 40 ألف متطوع ومتطوعة، يشمل كافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية من أطباء وممرضين وصيادلة وطلبة وتلاميذ وتجار وغيرهم..

 

Comments are closed.