الكاميرا الخفية مثار انتقادات واسعة في المغرب

 

الكاميرا الخفية مثار انتقادات واسعة في المغرب

مازال برنامج الكاميرا الخفية الذي تقدمه القناة المغربية الثانية “جار ومجرور” مثار الكثير من الإنتقادات، حيث يرى البعض أن البرنامج الذي يقدم للجمهور على أساس كونه كاميرا خفية ليس سوى ” كاميرا مفبركة ” يجري تصويرها بإتفاق بين شركات الإنتاج و الفنانين المشاركين في هذا البرنامج الذي يحظى بالرغم من ذلك بنسبة مشاهدة مهمة بلغت 63،8 في المائة .

يعتمد برنامج الكاميرا الخفية “جار ومجرور”، الذي تبثه القناة الثانية، على مقالب تستهدف إيقاع عدد من نجوم الفن بالمغرب في الفخ المعد له من خلال “مشاهد محبوكة بدقة تتسم بالواقعية والعفوية حيث لازال المشاهدون في هذا الإطار  يتذكرون المقلب الذي راح ضحيته الفنان محمد عاطر حيث تميزت الحلقة بجرعة زائدة من الفزع عانى منه الكوميدي محمد عاطر لما وقع بسهولة في فخ المقلب الذي نصب له، بعد أن تم إيهامه بأنه يصور مشهداً من فيلم داخل إحدى المقابر التي صنعت خصيصاً للبرنامج، بعد أن قفز  “الميت”  بغتة من داخل القبر الذي كان يجلس بجواره  الكوميدي محمد عاطر وهو ما جعله يفر مفزوعاً  من هول المشهد الذي دبر له بعناية من طرف برنامج ” الكاميرا الخفية ” وظهرت ملامح الخوف والارتباك بادية على ملامح الممثل المغربي الذي أقسم مازحاً بأنه لن يؤدي مستقبلاً أي دور تمثيلي يتضمن مشهداً في مقبرة.
وقال المخرج محمود فريطس في حديث ل ” إيلاف ”  أن برنامج الكاميرا الخفية الذي تبثه القناة الثانية بعنوان ” جار ومجرور ” هي كاميرا مفبركة ومتفق عليها مع الفنانين المشاركين مستندا في الدفاع عن رأيه الى كون الممثلين الذين قاموا بدور الضحية لم يقدوا على اي ردود فعل قوية تجاه المقالب التي دبرت لهم من طرف فريق البرنامج الأمر الذي يخالف – حسب رأيه –  ردود الفعل الحقيقية
  لحياة هؤلاء الفنانين الذين يعرفهم عن قرب ويتوقع إقدامهم على ردود فعل أكثر قوة مقارنة مع ردود فعلهم ” المفبركة ” في الكاميرا الخفية مما يعني أنهم كانوا يراعون الجمهور ويعلمون أنهم بصدد تصوير مشهد للكاميرا الخفية – يضيف المخرج محمود فريطس – وهو ما يعني ضياع المصداقية عن البرنامج – حسب رأيه – مشككا في نسب المشاهدة التي تقدمها القنوات التلفزيونية المغربية.
الكوميدي محمد الجم بطل سلسلة ” ما شاف مارا ” التي تبثها القناة الأولى أشار أنه سبق لبرنامج ” جار ومجرور ” أن استدعاه للمشاركة في الكاميرا الخفية خلال هذه السنة وهو ما يعني – حسب رأيه – أنه يجري التحضير مسبقاً للكاميرا الخفية مع الفنانين المشاركين وأضاف في حديثه ل لست أدري إن كانت كاميرا خفية أم لا ..فما خفي كان أعظم وزاد موضحاً أن استدعاء الفنانين للمشاركة في الكاميرا الخفية يحمل تفسيرين: التفسير الأول هو الحصول على موافقة الفنان ثم ملاحقته بعد ذلك على أساس اسقاطه في مقلب حقيقي والتفسير الثاني – حسب محمد الجم – هو أداء الفنان لدور في الكاميرا الخفية باتفاق مسبق مع طاقم البرنامج .
في نفس السياق أشارت الفنانة كوثر أحمد  أن الكاميرا الخفية التي تقدمها القناة الثانية لاتبعث على الفرجة والضحك بل على الإستخفاف بالمشاهد وإهدار للمال العام في إشارة الى التعويضات التي يتلقاها الفنانون المشاركون الذي يلعبون دور ضحايا الكاميرا الخفية وضمنهم المطرب طهور الذي راح ضحية مقلب أثناء حفل زفاف كلف البرنامج ميزانية مالية مهمة مقترحة كاميرا خفية مفتوحة في وجه الجمهور العادي من الناس وأن تتطرق الكاميرا الخفية لمواضيع اجتماعية في قالب ساخر ومقبول من طرف الجمهور.

لكن للممثل مصطفى الدسوكين بطل سلسلة ” ولد القايد ” التي تبثها القناة الثانية وأحد ضحايا مقالب الكاميرا الخفية لهذه السنة رأي آخر حيث ذهب في تصريح   أن برنامج الكاميرا الخفية لهذه السنة ناجح ويشكل قفزة نوعية عن  الكاميرا الخفية للسنة الماضية والدليل هو حصوله على نسب مشاهدة عالية حيث اعتمدت على تقنيات متطورة وحيل سينمائية كما نفى كونها ” مفبركة ”  وقال الفنان مصطفى الدسوكين الذي سبق له ان كان ضحية مقلب الكاميرا الخفية إن أشخاص  لايعرفهم حضروا الى بيته وأخبروه بوجود عمل بمدينة الجديدة ويتعلق بتقديم إحدى الحفلات الفنية ، حيث وقع على عقد عمل بهذا الخصوص وتعرض لمقلب داخل السيارة حين صادف سيدة حامل على وشك الوضع ، وقال إنه وبعد مرور 40 سنة من العمل في مجال التمثيل لا يمكنه أن يتلاعب بالجمهور  أو أن يؤدي مشاهد غير حقيقية ، مستندا على ردود فعل الفنانين المشاركين مثل  التي تعبر – حسب رأيه – عن مقالب حقيقية راحوا ضحيتها.
نفس الموقف تدافع عنه الفنانة فاطمة الزهراء الوزاتي التي ذهبت في حديث الى أن مستوى الكاميرا الخفية الذي تبثه القناة الثانية لابأس به رغم كونه لايرقى لمستوى بعض البرامج العربية أو الغربية وأضافت أنه يمكن مشاهدة برنامج الكاميرا الخفية دون أي احراج أو استفزاز في إشارة الى بعض السلسلات المستفزة لقيم المجتمع التي يبثها التلفزيون المغربي وأضافت أن بعض المشاهد التي تتضمنها الكاميرا الخفية تبدو فيها ردة فعل الفنانين ضحايا المقالب حقيقية لهذا فمن الصعب القول إنها ” مفبركة ” مشيرة الى أنها تفضل كاميرا خفية تستضيف جمهور عادي من الناس وليس فقط فنانين مشهورين وإن كانت تستحسن استضافة فنانين يمتلكون شعبية لدى الجمهور المغربي والذي يضمن نسبة مشاهدة عالية للبرنامج  
 جذير بالذكر أن برنامج الكاميرا الخفية الذي تبثه القناة الثانية كلف إدارة القناة مبلغ مالي يقدر ب 40 مليون درهم مغربي.

 

Comments are closed.