الاشتباكات تتواصل في سوريا و126 قتيلا سقطوا الجمعة

 

الاشتباكات تتواصل في سوريا و126 قتيلا سقطوا الجمعة

تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق عدة من سوريا الجمعة وتركزت خصوصا في عدد من احياء العاصمة دمشق وريفها وحلب، ثاني كبرى مدن البلاد، في يوم دموي جديد سقط فيه ما لا يقل عن 126 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان 126 قتيلا سقطوا الجمعة هم 66 مدنيا، بينهم 16 امرأة وطفلا، و31 مقاتلا معارضا و29 جنديا نظاميا.

ويضاف الى هذه الحصيلة 11 شخصا توفي بعضهم الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها سابقا او قتل في وقت سابق وعثر عليه الجمعة، بحسب المرصد.

واوضح المرصد ان 12 من القتلى المدنيين سقطوا في دوما في ريف العاصمة بينهم 10 في قصف شنته القوات النظامية على المدينة، في حين قتل 17 مقاتلا معارضا في قصف مماثل على مدينة داريا في المحافظة نفسها.

واضاف انه في ريف درعا (جنوب) قتل ثمانية مدنيين بينهم اربعة اطفال في قصف للقوات النظامية على بلدة داعل.

وفي مدينة ادلب (شمال غرب) قتل ثمانية مدنيين في قصف شنته القوات النظامية، بحسب المرصد.

اما في دمشق فاكد المرصد ان “القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات تحاصر حي نهر عيشة من محاور عدة”.

وفي مدينة حلب (شمال)، ذكر المرصد أن احياء الفردوس والصالحين والهلك تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية ادى الى اصابات وتدمير عدد من المنازل.

وكان الجيش السوري استعاد الخميس الاحياء المسيحية في وسط حلب التاريخي بعد معارك ضارية.

وفي الريف الحلبي، “استخدمت القوات النظامية الطائرات الحربية في قصف بلدة مارع بشكل عنيف ما ادى الى تدمير مبان عدة”، بحسب المرصد الذي لفت كذلك الى تعرض بلدتي عندان وحريتان ومدينة اعزاز لقصف عنيف ادى الى سقوط جرحى وتدمير منازل عدة.

من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الجيش نفذ “عملية نوعية” اسفرت عن تدمير 40 سيارة مجهزة برشاشات دوشكا “بما فيها كانت قادمة من جرابلس” الواقعة في ريف حلب.

وافاد المرصد ان حي الخالدية في مدينة حمص يتعرض ل”قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية حيث سقطت على الحي اكثر من 100 قذيفة هاون” خلال فترة قصيرة.

اما في ريف حمص، فتتعرض مدينة الرستن الى قصف عنيف من قبل القوات النظامية “تزامن مع قطع كامل للكهرباء والاتصالات عن كافة انحاء المدينة”.

من جهته، اعلن المجلس الوطني السوري المعارض في بيان تلقيه “نداء استغاثة من داخل مدينة حمص التي يعاني أهلها الصامدون حصارا ظالما مستمرا منذ 80 يوما”.

واتهم المجلس “النظام المجرم بمنع الغذاء والدواء عن آلاف المدنيين المحاصرين، وقصف البيوت والملاجئ والمستشفيات”، محذرا من ان “آلاف العائلات التي يشملها الحصار في أحياء حمص القديمة، بما تضمه من اطفال ونساء، تعاني خطر المجاعة”.

واضاف ان المدينة “تعاني كارثة إنسانية وصحية، نتيجة توقف المشافي الميدانية بعد نفاد الأدوية والمضادات الحيوية وأدوات الجراحة، إضافة إلى انقطاع الماء والكهرباء وفقدان الوقود”.

وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية فان قصفا مدفعيا عنيفا ومتواصلا استهدف حيي البحار والاربعين في درعا البلد مصدره القوات النظامية.

كذلك شهدت مدينة حماة (وسط) اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات السورية في احياء جنوب الملعب وطريق حلب والاربعين و دوار الجب، بحسب المرصد.
 

وقد احيا آلاف السوريين اليوم جمعة “لا تحزني درعا ان الله معنا” فخرجت التظاهرات حتى في الاحياء التي تتعرض لقصف القوات النظامية في حلب ودمشق وريفها ودرعا ومختلف المناطق مطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.

وذكر المرصد ان “تظاهرات عدة خرجت في دمشق في احياء العسالي والحجر الاسود وقبر عاتكة وجوبر طالبت باسقاط النظام ونصرة للمدن المنكوبة”.

 وفي ريف دمشق “خرجت تظاهرات عدة في مدن و بلدات دوما والهامة وكفربطنا ويبرود وحرستا والمليحة وعربين”، بحسب المرصد.

واظهر شريط فيديو نشره ناشطون على الانترنت تظاهرة في دوما حمل فيها المشاركون “اعلام الثورة” بالاضافة الى رايات اسلامية، مرددين شعارات “اول ما ابتدينا باسقاطك بشار… آخر ما انتهينا باعدام الجزار”.

كما غنوا شعارات مثل “يا حمص لا تهتمي بفديكي بروحي ودمي… بكرا بيسقط النظام وحكم الاسد بيولي”.

وفي حلب التي تتعرض لاعنف عمليات القصف وتشهد احياؤها اشرس المعارك، خرجت تظاهرات في احياء حلب الجديدة والشعار والخالدية ومساكن هنانو نادت بالحرية ودعت لاسقاط النظام ورئيسه، بحسب المرصد.

ولفتت الهيئة العامة للثورة السورية الى استهداف مسجد الحسن والحسين في عندان في ريف حلب بقنبلة من طائرة حربية لمنع التظاهر.

وفي درعا جنوب سوريا، خرجت تظاهرات في كل من ابطع واليادودة ونصيب ومعربة والمتاعية والمسيفرة والسهوة.

واظهرت اشرطة فيديو بثها ناشطون على الانترنت يافطة في تظاهرة باليادودة كتب عليها “كيف لارض عشقت الحرية ان تحزن”، وعلى ثانية “لم يبق شبر من حوران الا ومشت فوقه دبابة او سقطت عليه قذيفة هاون”.

وفي نصيب، حمل متظاهر يافطة تقول “تفووووه على العالم”.

أما معربة التي تتعرض للقصف، فاظهر شريط فيديو العشرات من اهلها يتظاهرون ويهتفون داخل احد الجوامع.

وذكرت الهيئة العامة للثورة ان “حي طريق السد يتعرض لقصف عنيف لمنع خروج اي تظاهرة”.

وافاد المرصد ان ادلب (شمال غرب) شهدت “خروج تظاهرات في بلدات وقرى الهبيط والشيخ مصطفى والتمانعة وكفرنبل”، بينما شهدت حماه (وسط) “تظاهرات حاشدة في بلدات اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا وحمادي عمر بريف حماة”.

واضاف المرصد ان “تظاهرات خرجت ايضا في احياء الحميدية وطريق حلب ومناطق اخرى متفرقة نادت كلها بنصرة درعا”.

وافادت الهيئة عن “هجوم على تظاهرة من قبل شبيحة النظام عند مسجد الحسين في مشروع صليبة في اللاذقية (شرق) في محاولة لاقتحام المسجد من قبل قوات الأمن وجيش النظام”، لافتة في الوقت نفسه الى “انتشار أمني كثيف حول مساجد المنصور والنجاح والعمري في طرطوس (شرق) لمنع الأهالي من الخروج في تظاهرات مناهضة للنظام”.
 عدد السوريين الذين لجأوا الى المملكة الخميس سجل رقما قياسيا

من جهة أخرى قالت الحكومة الاردنية ان اكثر من 2300 سوري لجأوا الى المملكة ليل الخميس/الجمعة في ما اعتبرته رقما قياسيا، ودعت المجتمع الدولي لزيادة مساعدة الاردن لتحمل اعباء استضافة ما يقارب 200 الف لاجئ سوري.

وقال سميح المعايطة، وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة لوكالة فرانس برس ان “الفين و324 لاجئا سوريا دخلوا الاردن ليلة امس (الخميس/الجمعة) وهو رقم قياسي لليلة واحدة منذ بدء الازمة في سوريا”.

واضاف ان “هناك تزايدا في اعداد السوريين الذين يدخلون الاردن يوميا ما يشكل ضغوطا متزايدة على المملكة، التي تستضيف ما يقارب 200 الف سوري، في شتى المجالات”.

ودعا المعايطة “المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الى زيادة مساعدتهم للاردن الذي يتحمل اعباء استضافة اللاجئين السوريين”.

ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 25 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فان عدد اللاجئين المسجلين في المملكة تجاوز 46 الف لاجئ.

ويقطن الكثير منهم في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا، او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، فيما يقيم نحو 13 الف لاجئ بمخيم الزعتري (85 كلم شمال) الذي افتتح اواخر الشهر الماضي، ويتسع لنحو 120 الف شخص.

 

Comments are closed.