القناة الأولى تنفرد ببرمجة الإنتاج المسرحي الوطني خلال رمضان

 

القناة الأولى تنفرد ببرمجة الإنتاج المسرحي الوطني خلال رمضان

خصصت القناة الأولى للتلفزة المغربية حيزا محترما للعروض المسرحية المغربية ضمن شبكة برامجها الخاصة بشهر رمضان، على خلاف قناتي ميدي1 تي في والثانية اللتين لم تعنيا ببرمجة أي عرض مسرحي طيلة هذا الشهر الفضيل، بالرغم من تأكيدهما على التنوع في البرمجة.

فقد قامت القناة الأولى ببرمجة خمسة عروض مسرحية، بما يعادل عرضا مسرحيا واحدا كل أسبوع، ووقع الاختيار على أيام السبت موعدا لبث هذه العروض، لكن وبالرغم من أن توقيت البث قد يبدو متأخرا بعض الشيء، على اعتبار أنه يقترن بالثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، إلا أن تزامنه مع صبيحة العطلة الأسبوعية، فضلا عن أن الشهر هو شهر رمضان حيث يسود السهر والسمر، يجعل توقيت البث مستساغا ومقبولا.

وتتمثل العروض المسرحية التي وقع اختيار القناة الأولى على برمجتها ضمن الشهر الكريم، في «حاني راسو» لفرقة مسرح نادي الأضواء، وهي من إخراج إدريس السبتي، ومما جاء في ملخص المسرحية أنها «تحكي في قالب هزلي بسيط، عن صراع الحب والعوائق الاجتماعية التي تقف في وجه تحقيق الرغبات التي تبدو سهلة لأول وهلة. خادم في علاقة حب مع خادمة، لكن ابنة سيد البيت “فيفي” التي فاتها عمر الزواج – بعد أن رفضت عدة عرسان لأسباب واهية – تتدخل لتلعب وتعبث بحب الخادم الحائر بين نزوتين».

وتحكي مسرحية «القضية في البرقية» – وهي لفرقة مسرح الحي، وقد أخرجها الفنان عبد الإله عاجل- عن «امرأة تتزوج من مستخدم زوجها صاحب الفران والذي هو مفقود في تندوف وربما يكون قد مات، على الأقل هذا ما جعل هذا الزواج للسيدة بالمستخدم يكون ممكنا وجائزا. بعد ذلك تتوالى الأحداث بشكل سريع يجعل من وصول برقية غير متوقعة، كل شيء ينقلب ويصبح الزواج غير زواج والغائب عائد والميت حي والمحتجز قضية وليس مجرد برقية تفجر الأحداث».

وتتطرق مسرحية «عايدة لاتورفيل» – وهي للمخرجة أمينة بركات، عن فرقة مسرح البركات- تتطرق لموضوع الهجرة والحياة المرة والقاسية، في قالب كوميدي».

وتتلخص مسرحية «للامولاتي»- للمخرج حسن المشناوي، عن فرقة مسرح أكاديما- في «إصابة ابنة القائد بمرض يعجز الأطباء عن شفائها منه، فيلجأ القائد إلى وسيلة أخيرة لعلاج ابنته، إذ يرسل خادمه ليحضر أفضل راو في البلاد. يطلب القائد من الراوي محاولة إضحاك ابنته من خلال ما سيرويه لها من أحاجي مقابل مكافأة أو عقاب. يبدأ الراوي في السرد وتتوالى الأحاجي والمواقف الطريفة عن مكر النساء وألاعيبهن لنكتشف أن كل امرأة في المسرحية هي للا مولاتي».

أما مسرحية «جار ومجرور» – للمخرج عبد اللطيف الدشراوي، عن فرقة المسرح الوطني محمد الخامس- فتتلخص في أنه «كانت ومازالت هناك ظواهر اجتماعية أبدعها الإنسان فتفنن بشتى الطرق وأغرب الوسائل ليجعل منها مواضيع تثير السخرية لدرجة الشفقة، والضحك لدرجة البكاء. من جملة هذه الغرائب ما تعرفه مواسم الانتخابات من مفارقات خصوصا عندما يكون المرشح ليس في جعبته ما يشفع له بتمثيل الشعب وهو لا يفقه شيئا. سلاحه الوحيد أنه ثري يخال بماله أنه بإمكانه شراء كل شيء حتى أصوات العباد. لكن المسرحية تكشف عن مواقف مهمة وحالات اجتماعية في قالب كوميدي هزلي ومواقف غاية في السخرية في ساعات من الضحك والفرجة».

ومن بين الملاحظات الأولية التي يمكن تسجيلها بخصوص هذه العروض المسرحية، أنها حديثة الإنتاج، باستثناء مسرحية «جار ومجرور»، مع العلم أن هذه المسرحية ذاتها تم بثها أكثر من مرة على القناة ذاتها. غير أن كل هذه العروض حققت نجاحا ملحوظا خلال موسم عرضها على خشبات المسارح، سواء داخل الوطن أو خارجه، ولعل هذا ما حدا بالقناة التلفزية الأولى إلى اختيار برمجتها في هذا الشهر المتميز.

وتشترك جل هذه العروض المسرحية في نقطة بعينها، تتمثل في الفكاهة؛ وهو ما يكرس ذلك الاعتقاد السائد بأن المشاهد يقبل على الأعمال الفكاهية، أكثر من سواها، حيث أن هذا الاتجاه الفني لا يقتصر فقط على العروض المسرحية المبرمجة، بل يشمل كذلك العديد من البرامج، من قبيل المسلسلات والسيتكومات والكاميرا الخفية وما إلى ذلك.

غير أن ما يميز العروض المسرحية، فضلا عن طابعها الفكاهي وحداثة إنتاجها، هو أنها تقدم تجارب وأجيالا مختلفة: محمد الجم ومالكة العمري في مسرحية «جار ومجرور» وهما يمثلان جيل الرواد، وفاطمة النوالي في مسرحية «حاني راسو»، وكذا المهدي فلان في مسرحية «القضية في البرقية» باعتبارهما من الجيل الجديد الواعد، على سبيل المثال فقط.

إن اهتمام القناة الأولى بتخصيص موعد قار طيلة شهر رمضان، لفن المسرح، جدير بكل تقدير، ويا حبذا لو تواصل هذا الاهتمام بقية شهور السنة، سواء في هذه القناة أو في غيرها من قنواتنا التلفزية. 

 

خصصت القناة الأولى للتلفزة المغربية حيزا محترما للعروض المسرحية المغربية ضمن شبكة برامجها الخاصة بشهر رمضان، على خلاف قناتي ميدي1 تي في والثانية اللتين لم تعنيا ببرمجة أي عرض مسرحي طيلة هذا الشهر الفضيل، بالرغم من تأكيدهما على التنوع في البرمجة.

فقد قامت القناة الأولى ببرمجة خمسة عروض مسرحية، بما يعادل عرضا مسرحيا واحدا كل أسبوع، ووقع الاختيار على أيام السبت موعدا لبث هذه العروض، لكن وبالرغم من أن توقيت البث قد يبدو متأخرا بعض الشيء، على اعتبار أنه يقترن بالثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، إلا أن تزامنه مع صبيحة العطلة الأسبوعية، فضلا عن أن الشهر هو شهر رمضان حيث يسود السهر والسمر، يجعل توقيت البث مستساغا ومقبولا.

وتتمثل العروض المسرحية التي وقع اختيار القناة الأولى على برمجتها ضمن الشهر الكريم، في «حاني راسو» لفرقة مسرح نادي الأضواء، وهي من إخراج إدريس السبتي، ومما جاء في ملخص المسرحية أنها «تحكي في قالب هزلي بسيط، عن صراع الحب والعوائق الاجتماعية التي تقف في وجه تحقيق الرغبات التي تبدو سهلة لأول وهلة. خادم في علاقة حب مع خادمة، لكن ابنة سيد البيت “فيفي” التي فاتها عمر الزواج – بعد أن رفضت عدة عرسان لأسباب واهية – تتدخل لتلعب وتعبث بحب الخادم الحائر بين نزوتين».

وتحكي مسرحية «القضية في البرقية» – وهي لفرقة مسرح الحي، وقد أخرجها الفنان عبد الإله عاجل- عن «امرأة تتزوج من مستخدم زوجها صاحب الفران والذي هو مفقود في تندوف وربما يكون قد مات، على الأقل هذا ما جعل هذا الزواج للسيدة بالمستخدم يكون ممكنا وجائزا. بعد ذلك تتوالى الأحداث بشكل سريع يجعل من وصول برقية غير متوقعة، كل شيء ينقلب ويصبح الزواج غير زواج والغائب عائد والميت حي والمحتجز قضية وليس مجرد برقية تفجر الأحداث».

وتتطرق مسرحية «عايدة لاتورفيل» – وهي للمخرجة أمينة بركات، عن فرقة مسرح البركات- تتطرق لموضوع الهجرة والحياة المرة والقاسية، في قالب كوميدي».

وتتلخص مسرحية «للامولاتي»- للمخرج حسن المشناوي، عن فرقة مسرح أكاديما- في «إصابة ابنة القائد بمرض يعجز الأطباء عن شفائها منه، فيلجأ القائد إلى وسيلة أخيرة لعلاج ابنته، إذ يرسل خادمه ليحضر أفضل راو في البلاد. يطلب القائد من الراوي محاولة إضحاك ابنته من خلال ما سيرويه لها من أحاجي مقابل مكافأة أو عقاب. يبدأ الراوي في السرد وتتوالى الأحاجي والمواقف الطريفة عن مكر النساء وألاعيبهن لنكتشف أن كل امرأة في المسرحية هي للا مولاتي».

أما مسرحية «جار ومجرور» – للمخرج عبد اللطيف الدشراوي، عن فرقة المسرح الوطني محمد الخامس- فتتلخص في أنه «كانت ومازالت هناك ظواهر اجتماعية أبدعها الإنسان فتفنن بشتى الطرق وأغرب الوسائل ليجعل منها مواضيع تثير السخرية لدرجة الشفقة، والضحك لدرجة البكاء. من جملة هذه الغرائب ما تعرفه مواسم الانتخابات من مفارقات خصوصا عندما يكون المرشح ليس في جعبته ما يشفع له بتمثيل الشعب وهو لا يفقه شيئا. سلاحه الوحيد أنه ثري يخال بماله أنه بإمكانه شراء كل شيء حتى أصوات العباد. لكن المسرحية تكشف عن مواقف مهمة وحالات اجتماعية في قالب كوميدي هزلي ومواقف غاية في السخرية في ساعات من الضحك والفرجة».

ومن بين الملاحظات الأولية التي يمكن تسجيلها بخصوص هذه العروض المسرحية، أنها حديثة الإنتاج، باستثناء مسرحية «جار ومجرور»، مع العلم أن هذه المسرحية ذاتها تم بثها أكثر من مرة على القناة ذاتها. غير أن كل هذه العروض حققت نجاحا ملحوظا خلال موسم عرضها على خشبات المسارح، سواء داخل الوطن أو خارجه، ولعل هذا ما حدا بالقناة التلفزية الأولى إلى اختيار برمجتها في هذا الشهر المتميز.

وتشترك جل هذه العروض المسرحية في نقطة بعينها، تتمثل في الفكاهة؛ وهو ما يكرس ذلك الاعتقاد السائد بأن المشاهد يقبل على الأعمال الفكاهية، أكثر من سواها، حيث أن هذا الاتجاه الفني لا يقتصر فقط على العروض المسرحية المبرمجة، بل يشمل كذلك العديد من البرامج، من قبيل المسلسلات والسيتكومات والكاميرا الخفية وما إلى ذلك.

غير أن ما يميز العروض المسرحية، فضلا عن طابعها الفكاهي وحداثة إنتاجها، هو أنها تقدم تجارب وأجيالا مختلفة: محمد الجم ومالكة العمري في مسرحية «جار ومجرور» وهما يمثلان جيل الرواد، وفاطمة النوالي في مسرحية «حاني راسو»، وكذا المهدي فلان في مسرحية «القضية في البرقية» باعتبارهما من الجيل الجديد الواعد، على سبيل المثال فقط.

إن اهتمام القناة الأولى بتخصيص موعد قار طيلة شهر رمضان، لفن المسرح، جدير بكل تقدير، ويا حبذا لو تواصل هذا الاهتمام بقية شهور السنة، سواء في هذه القناة أو في غيرها من قنواتنا التلفزية.

 

Comments are closed.