صعوبة ولوج المرضى للخدمات الطبية بمستشفى الحسن الثاني بسطات

 

 صعوبة ولوج المرضى للخدمات الطبية بمستشفى الحسن الثاني بسطات

لم تتمكن الإستراتيجية الوطنية للصحة التي اتخذتها الوزارة الوصية على القطاع خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012 من تطوير الخدمات الصحية للمواطنين وتوفيركافة الشروط المتطلبة لتحسين وتوسيع قاعدة استفادة كافة شرائح المجتمع من العلاجات الطبية الضرورية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، إذ ما فتئت أن اصطدمت هذه الأخيرة بعدة عراقيل جعلتها تضل طريقها ولم تحقق أهدافها المنشودة، بالرغم من المجهودات التي يبذلها المسؤول الإقليمي على القطاع، لكن تبقى صعوبة الولوج إلى الخدمات الطبية من طرف الفقراء والمحتاجين الذين يمثلون أغلبية المواطنين والذين لا يتوفرون على تغطية صحية، وغياب التسيير العقلاني وسوء التدبير الذي ما فتئ ينخر جسم القطاع الصحي بهذا المرفق، إضافة إلى النقص الحاد في الموارد البشرية والمالية وقلة التجهيزات التقنية، والتدبير التقليدي للأدوية مما شجع على إتلافها، وصعوبة الولوج إلى العلاجات الطبية والتمريضية من طرف شريحة واسعة من المواطنين وخاصة الفقراء وسكان البوادي والمناطق النائية، وغياب تغطية صحية حقيقية وشاملة لجميع المواطنين، وتوزيع غير عادل للخدمات العلاجية، وسوء تدبير الموارد البشرية، وسوء استقبال المرضى والتكفل بهم، وقلة التجهيزات الطبية، لتبقى كلها عوامل جعلت شعار التغطية الصحية الاجبارية حبرا على ورق، أصبح الأمرمعه ينذر بواقع صحي متدهور لم يسبق له مثيل، قد يهدد الاستقرار الاجتماعي ويساهم في تأزيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالمدينة، بسبب ما راكمه هذا الأخيرمن اختلالات وتناقضات على مر السنوات القليلة الماضية..الأمر الذي تحولت معه أروقة هذا المرفق الصحي إلى مايشبه حلبة للمصارعة الحرة، وفضاء للمشاحنات والملاسنات الشبه اليومية، بين المواطنين الغاضبين وبعض القائمين على هذا المستشفى. هذا وأكدت مصادر مطلعة أن هذه مثل هذه المشاكل زاد من حدتها، إقدام بعض الأطباء من ذوي الاختصاصات (جراحة العظام، جراحة الأعصاب و الدماغ، والإنعاش الطبي….) في الآونة الأخيرة على مغادرة الخدمة العمومية بالمستشفى المذكور، إثر إختيارها مخرج التقاعد النسبي لتوديع الخدمة بهذا المرفق الصحي الذي يعتبر الشريان المهم داخل الاقليم، الأمرالذي خلف موجة من السخط والتذمر والاستياء بين صفوف المرضى و المواطنين على السواء، علما أن هذا المرفق الحيوي يستقبل العديد من الحالات المرضية والإصابات الخطيرة بحكم اتساع المجال الجغرافي للإقليم، حيث يقصده المرضى أملا منهم في إيجاد العلاج اللازم. هذا وقد أكد مصدر طبي، فضل عدم ذكر اسمه، أن المشكل الأساسي في المستشفيات المغربية، هو الاكتظاظ الذي يسجل بها، ذلك أن نسبة مهمة من المغاربة، بسبب عامل الفقر وارتفاع تكاليف العلاج، خاصة بالنسبة إلى بعض الأمراض المزمنة التي تتطلب أدوية وعلاجا مستمرا، كالقصور الكلوي وأمراض القلب والشرايين والسكري، يتوجهون إلى المستشفيات العمومية، وهو ما يصعب على الطبيب فحص عدد كبير منهم.

 

Comments are closed.