رمضان يفتح “شهية” الأجانب لاعتناق الإسلام في المغرب

 

رمضان يفتح “شهية” الأجانب لاعتناق الإسلام في المغرب

مع حلول رمضان من كل سنة بالمغرب، تتوافد أعداد من الأجانب، رجالا ونساء، على أبرز المساجد التي تحتضن صلاة التراويح، كمسجد الكتبية والهدى وأمة الله بمراكش، ومسجد الأندلس وعقبة بن نافع بالدار البيضاء ومسجد الإمام مالك بسلا ومسجد علي بن أبي طالب بأكادير.. حيث يقدمهم الإمام قبل الصلاة، ليعلنوا دخولهم إلى الإسلام بنطق الشهادتين، التي تليها تكبيرات الحاضرين، وفي بعض الأحيان مع تصفيقاتهم وهتافاتهم.

الذكور أكثر اعتناقا للإسلام

وفيما لم يتجاوز معتنقو الإسلام من الأجانب بالمغرب عام 2010 ما مجموع 300 شخص، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في تقريرها الأخير عن “اعتناق الإسلام داخل المغرب”، أن العدد عرف ارتفاعا خلال السنة الماضية، إذ بلغ العدد 1947 شخص من جنسيات مختلفة عام 2011.

ويستأثر الذكور بنسبة كبيرة بلغت 83% بما مجموعه 1619 ذكرا مقابل 328 أنثى، ليرتفع العدد في شهر رمضان نظرا للأجواء الروحانية ومناظر التراويح موائد الإفطار الجماعية، يقول عبد السلام بلاجي، المتخصص في الشأن الديني، مضيفا أن هناك حالات عديدة لا يتم التصريح بها لدى الجهات المختصة، بمعنى أن العدد مرشح للارتفاع، يقول بلاجي.

ويورد نفس التقرير، الذي استندت فيه وزارة أحمد التوفيق على ما توصلت به من محاكم التوثيق والسفارات القنصليات المغربية بالخارج، أن فرنسا تحتل التربة الأولى في عدد معتنقي الإسلام بـ968 معتنق معتنقة للإسلام، بنسبة 49,7%، تليها كل من إيطاليا بـ252 وإسبانيا بـ150 وبلجيكا بـ101 وأمريكا بـ71 معتنق معتنقة للإسلام بالمغرب.

أجواء رمضانية تفتح شهية الأجانب

يقول الإمام المقرئ وديع شاكر، الذي يؤم تراويح مسجد الكتبية بمراكش،إن هذا المسجد عرف منذ بداية رمضان الحالي، دخول حالتين إلى الإسلام، كان آخرها مواطن بلجيكي يدعى “أندريه”مقيم بالمدينة الحمراء، اختار لنفسه اسم يوسف، حيث دفعته رغبته في الزواج بسيدة مغربية إلى البحث عن الدين الإسلامي.. هذا في الوقت الذي عرف فيه المسجد التاريخي بمراكش، يضيف وديع، إعلان 9 أجانب دخولهم الإسلام السنة الماضية و13 شخصا عام 2010.

ومن جهته أكد عبد السلام بلاجي، أستاذ الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط،أن ما يميظ في رمضان من أجواء روحانية ومنظر مؤثر لصلاة التراويح وقراءة القرآن بالإضافة إلى موائد الافطار الجماعية، كلها أسباب “تعطي للأجنبي الشهية للتعرف على الإسلام والرغبة في اعتناقه”، مشيرا إلى أن الإحصائيات الدولية والغربية تؤكد أن الإسلام هو الديانة الأكثر انتشارا واعتناقا من طرف الناس، وليس فقط على مستوى المغرب.

وأضاف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن أغلب الفئات التي تعتنق الإسلام هي حاليا من الفئات المثقفة والواعية، “فَهُم الذين يبحثون ويختارون من قرار أنفسهم هذا الدين .. ومن غير أن يُكرههم أحد”، عكس ما يحدث في التنصير الذي يوجه للبؤساء الذي يُستغلون في جهلهم وضعف ذات اليد، على حد تعبير عبد السلام بلاجي.

 

Comments are closed.