ليلة27 في الدار البيضاء.. اكتظاظ المساجد ولصوص أحذية وبخور و”سيدنا قدر”

 

ليلة27 في الدار البيضاء.. اكتظاظ المساجد ولصوص أحذية وبخور و”سيدنا قدر”

“شفرو ليا الصباط، جيت للجامع لابسو أو غنرجع للدار حفيان.أوااه، معرفت واش كنصلي مع المسلمين ولا الجنون”، قالها العربي بنبرة تتقطر بالمرارة، وهو يقف عند الباب الكبير لمسجد شارع القدس بشارع محمد السادس.

مساجد مملوءة وجلاليب ملبوسة

 بدى عليه التحسر على ضياع حذائه منه داخل المسجد، ضرب العربي كفا بكف ومط شفتيه، ليصمت مصيحا السمع لبعض من تحلق حوله ممن صلوا معه التراويح بهذا المسجد. قال أحدهم بتهكم مقصود “إن ليلة القدر تستنفر الراغبين في إحيائها وكذا لصوص يتربصون بأحذية وساعات هؤلاء”.

في ليلة السابع والعشرين من كل شهر رمضان، يحيي المغاربة ليلة القدر التي لم يحدد تاريخها بدقة، بعد أن حصرها الرسول الكريم في ليلة بين العشر الأواخر منها، 1400 مسجد تابع لوزارة الأوقاف وعشرات المساجد العشوائية التي أحدتث خلال رمضان ويسميها سكان المدينة ب”الكاراجات”.

المساجد تمتلئ جنباتها والأزقة المجاورة إليها بجحافل مصلين حجوا إليها من أحياء مجاورة وأخرى بعيدة، والجلباب الأبيض غادر صوان الملابس، والكثير من المصلين رغبوا  في ارتداء حلة تقليدية تضفي دلالة على الاحتفاء بليلة “العواشر” الرمضانية. استنجد العربي بصندل بلاستيكي استقدمه أحد المصلين من المكان المخصص للوضوء، ليتوسل به في المشي إلى منزله، أشار إلى إن الحذاء ورغم غلاء ثمنه لم يحز في قلبه، لكن سرقته في بيت الله أوقدت نارا لفحت قلبه.

 ربت مصل على كتفه وقال له إن بعض اللصوص يستهدفون أحذية وساعات المصلين في ليلة القدر مستغلين الزحام الذي تشهده المساجد فيها، الساعات تسرق في أمكنة الوضوء حيث قد يغفل أحد المصلين عن ساعته التي يضعها قربه لحين إتمامه الوضوء. تحسر العربي على ما قيل وولى سائرا نحو المنزل، بخطى متئدة فرضتها عليه الصندل الكبيرة.

بعيدا عن المسجد الشهير بالقدس المسمى الحسنى نزولا باتجاه مركز المدينة عبر شارع محمد السادس، تنتصب محلات العطارة في قيسارية الحفارين، تخترق رائحة البخور أنوف المارة من درب”كلوطي”، خليط من الجاوي وحصلبان يحترق فوق جمر يملأ مجامر صغيرة، تستعين بأبخرتها بعض الأسر لإبعاد شر غير مرئي يرون أنه يحدق بهم.

بخور وعكس و”سيدنا قدر”

 تقليد يتملك هذه الأسر كلما حلت ليلة القدر وليلة عاشوراء في العاشر من كل شهر محرم، هذا ما توحدت حوله شهادات استقتها “منارة”، تقول إحداها إن “البخور” من شأنه إبطال مفعول كل سحر يقيد رفقاء “العكس”، ليلة السابع والعشرين من رمضان  تشكل مناسبة تناجي فيها أسر كثيرة “سيدنا قدر” لوضع حد لتمنع الحظ عن أفرادها، ترى فيه أنه كتب عليهم بفعل فاعل.

في هذه الليلة ينزل “سيدنا قدر”، “ليفتح باب تحقيق كل رغبات من يصادفون نزوله، الأدعية تختفي من أمامها الحواجز فتلبى بإذن من الله”، يقول حسن، إن الله قال في كتابه العزيز إنها خير من ألف شهر، أي ما يعادل 83 سنة وأربعة أشهر، غير أن حسن تساءل كيف أن تاريخ إحياء الليلة تختلف من بلد إسلامي لآخر، ثم أحال إلى أن الحدود السياسية جعلت منها ليال عدة، بدل واحدة يحييها المسلمون أينما حلوا وارتحلوا.

 

Comments are closed.