ملين: إمارة المؤمنين “أَسْلمَةٌ” لملكية تنفيذية مطلقة

 

ملين: إمارة المؤمنين “أَسْلمَةٌ” لملكية تنفيذية مطلقة

اختلف الدكتور نبيل ملين في تفسيره لدلالة المظلة التي يحملها “العبيد” فوق رأس السلطان إبان حفل الولاء عن تفسير وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق الذي شبهها بشجرة بيعة الرضوان، مؤكدا أن مظلة سلاطين المغرب جاءت تشبها بعادات الحكم في إيطاليا.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بباريس في ندوة مساء أمس الخميس، بالرباط، أن عبد الملك الاخ الشقيق للسلطان أحمد المنصور الذهبي هو من أدخل المظلة إلى طقوس الحكم في المغرب متأثرا بما شاهده من عادات الحكم عندما كان أسيرا بايطاليا.

صاحب كتاب “حلم الخلافة..” أبرز أيضا أن المظلة كانت ترمز لهيبة الدولة وصلابتها، لدرجة أن المغاربة كانوا يعتقدون أن سقوط المظلة نذير على وفاة وشيكة للسلطان. سبب الاعتقاد هذا حسب المحاضر راجع إلى فترة قرر فيها السلطان محمد بن عبد الله حضور صلاة العيد في الرباط، وبعد خروجه من المسجد سقط حامل المظلة فانكسرت عصاها وتوفي السلطان بعد ثلاثة أيام، مما جعل المغاربة يرددون “نهار كايطيح المظل كايموت السلطان” حسب ملين.

وأضاف الأستاذ المحاضر أن الأدارسة استعملوا مصطلح “إمام” في قاموسهم السياسي لأنهم كانوا شيعة تابعين للمذهب الزيدي خلافا لما يدرس في المؤسسات التعليمية العمومية، بينما كان “الشاكر لله” بمنطقة سلجلماسة أول من استعمل مصطلح “أمير المؤمنين” وذلك تعبيرا عن استقلاليته عن الدولة الفاطمية بعد تحوله الى المذهب السني ورغبة منه في شرعنة حكمه وإعطائه رداء ديني.

ملين وفي ندوته حول ” تاريخ إمارة المؤمنين في المغرب”، قال إن الذي أرسى النظام المخزني بأبرز طقوسه هو المنصور الذهبي، سواء تعلق الأمر باللباس الأبيض في الأفراح والأتراح، أو استقدام الرعايا من فئات ومناطق مختلفة قصد تقديم الولاء للحاكم. عالم السياسة أردف أن الأسرة العلوية أخذت الطقوس كما هي في مجملها، واستعملت “إمارة المؤمنين” كإسمنت هوياتي، في وقت لم تكن فيه هوية مغربية مبلورة، وأضاف أن المغاربة كانوا يميزون بين “شخص السلطان بوصفه رمزا وبين المخزن كمؤسسة افتراسية” وأورد في هذا الصدد عددا من الوقائع التاريخية التي كانت فيها مواجهات عسكرية بين الجيش السلطان وعدد من قواد القبائل قبلوا فيها بالحاكم ورفضوا فيها مكوس المخزن وضرائبه.

نبيل ملين الذي كان ضيف البرنامج الثقافي الصيفي لموقع “fikra.ma” ختم محاضرته بالتأكيد على أن إمارة المؤمنين بعد 1962 تاريخ أول دستور مغربي، هي عبارة عن “أسلمة لنظام ملكية تنفيذية مطلقة”، أخدت ملامحها من دساتير الملكية الفرنسية خاصة دستوري 1792 و 1830.

 

 

Comments are closed.