المغرب يتوجه لتعزيز الاستثمارات في السياحة الفاخرة
يتجه المغرب في المرحلة الراهنة نحو تشجيع الوجهات السياحة الراقية أو الفاخرة، في محاولة لجذب أكبر عدد من السياح الأجانب من الطبقات الميسورة، باعتبارها قيمة مضافة تدعم الاقتصاد الوطني من خلال خلق الكثير من مناصب الشغل، علاوة على جلب الاستثمارات المدرة للأرباح نحو البلاد.
ووقع المغرب مؤخرا مع إحدى أكبر المجموعات الفندقية الأمريكية “موركان أوطيل”، والتي تتوفر على شبكة دولية مرموقة، اتفاقية شراكة من أجل تشجيع السياحة الأمريكية الراقية في البلاد، وخاصة تعزيز قيمة وجاذبية مدينة مراكش كأحد أبرز وجهات السياحة الفاخرة في المغرب.
رياضات ومنتجعات
ويركز المغرب على جعل مدينة مراكش خاصة وجهة سياحية متميزة تستقطب السياحة الفاخرة، من خلال إنشاء فنادق عصرية راقية ومصنفة بحسب آخر معايير الفخامة الفندقية، زيادة على الاهتمام بالنمو بقطاع “الرياضات”، وهي منازل تقليدية رحبة يتم تحويلها إلى فنادق فاخرة بطراز تراثي وتقليدي رفيع.
وتجذب الرياضات والقصور في مراكش السياح الأثرياء خاصة من نجوم الغناء وكرة القدم والشخصيات السياسة الشهيرة في العالم، حيث يملك عدد من نجوم الكرة الإنكليزية والفرنسية رياضات وعقارات في المدينة الحمراء، وأيضا نجوم السينما من قبيل الممثل الفرنسي آلان دولان والأمريكي براد بيت والعارضة ناعومي كامبل، علاوة على المفكر الفرنسي برنار ليفي، الذي اقتنى قصر الزاهية بالمدينة ذاتها.
وتتميز مراكش أيضا بتوفرها على الفنادق الباذخة، مثل فندق قصر “نماسكار” الذي يملكه رجل الأعمال الفرنسي فيليب سولييه، المقيم في المدينة الحمراء، وهو عبارة عن “تحفة فنية تم إنشاؤها لتلبية أذواق السياح من عشاق الفخامة”، كما يوجد في المدينة فندق رفيع المستوى ”فورسيزونز مراكش” سبق أن افتتحه الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة.
وليست مراكش وحدها التي يعتمد عليها المغرب لدعم السياحة الراقية، بل حاول أن يهيئ محطات سياحية لا تقل جذباً وفخامة في بعض المدن الأخرى، مثل المنتجع السياحي الشهير “مازاغان” في مدينة الجديدة التي تقع قريبا من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
ويعتبر منتجع مازاغان ثاني أكبر محطة سياحية كبرى تم تدشينها قبل ثلاث سنوات بعد محطة السعيدية، وذلك في إطار تطبيق مخطط “المغرب الأزرق” الذي يسعى لدعم السياحة المغربية.
فوائد وسلبيات
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عمر الكتاني، إن اختيار المغرب كان منذ البداية موجها نحو السياحة الفاخرة المتوسطة من خلال إعطائه الأولوية مثلا لبناء الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم، وهي استراتيجية تختلف عن السياسة السياحية التي اعتمدتها تونس بتوجهها نحو السياحة المتوسطة.
ولفت الكتاني، في تصريحات لـ”العربية.نت”، إلى أن أعداد السياح الذين يفدون إلى المغرب تقارب أعداد السياح الذين يأتون إلى تونس، غير أن الفرق في كون السياحة الفاخرة تدر مداخيل أكثر من السياحة المتوسطة، ولهذا اهتدى المغرب إلى الاهتمام أكثر بالسياحة الفخمة في الفترة الأخيرة.
وتابع الخبير الاقتصادي بأن توجه المغرب نحو السياحة الفاخرة جداً يتجلى في إنشاء الرياضات خاصة في مراكش، حيث إن السياح الذين يأتون لقضاء عطلاتهم في الرياضات ينتمون أساساً إلى طبقات ميسورة جدا.
ويشرح الكتاني بأن هذا النوع من السياحة مُوجَّه بالأخص إلى نجوم الفن والغناء والرياضة في العالم، مشيرا إلى أنها سياحة راقية تجلب العديد من الفوائد للاقتصاد الوطني باعتبار المداخيل المالية الكبيرة التي تتحصل عليها السياحة الفخمة.
وأردف الكتاني بأنه في المقابل توجد سلبيات لهذا الصنف من السياحة الراقية، من قبيل ارتفاع أسعار السكن والعقار في الأحياء الراقية في مراكش مثلا بسبب التهافت على الرياضات من طرف عدد من السياح الأغنياء، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية بشكل أكبر باعتبار الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على مداخيل السياحة وأعدادهم.