أحرار: لا ينبغي محاكمة الفن بالأخلاق
أكدت الممثلة المثيرة للجدل لطيفة أحرار، في حديثها،أن العضو التناسلي للمرأة هو عضو شأنه شأن جميع الأعضاء البشرية كما أنه مذكور حتى في القرآن الكريم، مضيفة أن استهجان مثل هذه الأعمال يعود لغياب التربية الفنية والجنسية.
وتابعت أحرار، لدى تعليقها على مسرحية “ديالي” لفرقة “أكواريوم” التي أثارت جدلا واسعا بتطرقها للعوض التناسلي الحميمي للمرأة، بأن هذا العمل الفني تم عرضه في فضاء مسرحي خاص، وليس في التلفزيون، لكي تشاهده فقط النخبة المدركة لقيمة العمل المسرحي، فالفنان ـ على حد تعبير الممثلة ـ مثل الطبيب النفساني يقوم بتشريح وضعية المجتمع دون قيود.
وردا على تصريحات المؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد والفنان عبد الرزاق البدوي اللذان انتقدا هذه المسرحية، أجابت أحرار بأن اختلاف وجهات النظر شيء عاد في الميدان الفني، لكن دون الوصول إلى درجة التضييق على الفن والإبداع.
وشددت أحرار على أنها مع حرية الفنان في طرح جميع القضايا كيفما كان نوعها، قائلة: “لا ينبغي محاكمة الفن بالأخلاق، لأن الفن يسلط الضوء على ظواهر من أجل إثارة نقاش مجتمعي، كما أنه لا يوجد فن نظيف وآخر وسخ، بل هناك فن راق وفن رديء، وإذا كان من الممكن للجميع أن يقدم انطباعاته، فمناقشة الفن تُعطى لأناس يضبطون قواعده”.
وفي معرض رأيها بخصوص الحريات الجنسية، قالت بطلة مسرحية “كفر ناعوم” إنه رغم وجود القانون الجنائي الذي يجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، فالمغربي يعيش حياته الجنسية كما يريد، لأن القوانين شيء وتطبيقها في المجتمع شيء آخر، وأعطت مثالا بالعديد من الأزواج الذين يعيشون مع بعضهم دون عقد شرعي، وهذا الأمر من حقهم ـ على حد قولها ـ ما دام الدستور يركز على حرية الفرد والجماعة.
واستدركت الفنانة المغربية بأن هذا القانون إذا كان، من جهة، يحرم الفرد من حريته الشخصية، فمن جهة أخرى لا يمكن الحديث عن إلغائه لأنه يتيح على الأقل معرفة الأنساب، مُطالبة بخلق نقاش مجتمعي حقيقي حول مثل هذه المواضيع لكي يَطَّلع عليها المجتمع بجميع تفاصيلها، حتى لا تكون هناك وصاية على الناس، وأن لا يتم اتخاذ قرارات دون العودة للمجتمع”، وفق تعبير أحرار.
وعلى صعيد آخر، انتقدت أحرار النظام التعليمي بالمغرب الذي ينتج الغش على حد تعبيرها، وتساءلت هل هناك فعلا إستراتيجية تتعلق بتكوين التلميذ أم فقط إعطائه شهادة النجاح، مبرزة بأن التلميذ هو الوحيد الذي يظهر متورطا في حين أن المنظومة التعليمية ككل متورطة في هذا المشكل؛ من أساتذة ومدراء ووزارة وأسرة.
واستطردت المتحدثة بأن صوت التلميذ ممنوع بالمغرب ما دام يتم تدريسه كوعاء لتلقي المعرفة، وأن هذا الأمر ينتج الإقصاء بين التلاميذ الذين يدرسون في التعليم العمومي وزملائهم في التعليم الخصوصي الذين يستفيدون من تكوين جيد.
وخلصت أحرار إلى التساؤل في هذا الموضوع ذاته: “أين هي محافظة وإسلامية الدولة بينما الغش هو الطاغي في المجتمع؟، ولماذا عندما يتعرض الفن لمثل هذه الظواهر يتم اتهامه بالتحرر والقضاء على القيم، في حين أن “الماكياج” الذي تضعه الدولة على مشاكلنا لم يعد يُقنع أحدا؟”.