الفاتحـي: “رفض” الجزائر فتح الحدود ينسف القمة المغاربية

الفاتحـي: “رفض” الجزائر فتح الحدود ينسف القمة المغاربية

اعتبر عبد الفتاح الفاتحي، الباحث المتخصص في قضايا الصحراء، أن تحفظ الجزائر على توصية ”البيان السياسي” للقمة المغاربية المقبلة والمتعلق بفتح الحدود مع المغرب، يعرقل المسعى المغاربي الشعبي في التسريع بتنشيط هياكل اتحاد المغرب العربي، بل وينسف القمة المغاربية المقررة انعقادها بتونس في أكتوبر القادم.

وكانت الجزائر قد أبدت أخيرا تحفظها على مشروع بيان سياسي يتضمن توصيات بفتح الحدود بين دول المغرب العربي، في ختام قمة رؤساء دول الاتحاد المغاربي المقررة في تونس بعد أشهر قليلة، بدعوى أن فتح الحدود بين المغرب والجزائر “مسائل تعالج ثنائيا” وفق ما نقلته صحيفة “الخبر” الجزائرية عن مسؤول حكومي جزائري رفيع المستوى.

وقال الفاتحي إن الجزائر تعتبر فتح الحدود مع المغرب تهديدا لأمنها الاستراتيجي لصالح المغرب، ذلك أنها ترى أن فتح الحدود سيضعف مزايداتها في قضية النزاع حول الصحراء لصالح المغرب، وأن ذلك من شأنه أن يؤثر على منحى التوازن في لعبة الصراع الإقليمي الذي يفقدها الكثير من عناصر الهيمنة التي تطمح لها في منطقة شمال إفريقيا أو في دول الاتحاد المغاربي.

وقال الباحث إن تحفظ الجزائر على توصية ”البيان السياسي” للقمة المغاربية المقبلة، المتعلق بفتح الحدود مع المغرب، واعتبار مسألة الحدود قضية تعالج ثنائيا، أمر لا ينم عن الجدية في إعادة إحياء هياكل الاتحاد المغاربي، الذي تنص معاهداته التأسيسية على حرية تنقل الأفراد المغاربيين.

وتوقع الفاتحي أن يزيد هذا الموقف الجزائري من عزلة الجزائر إقليميا ودوليا، في وقت ما تزال تقاوم فيه ضغطا متعاظما بسبب عدم استجابتها لتوصيات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية والعديد من المؤسسات المالية المانحة بشأن التسريع بإجراءات فتح الحدود مع المغرب.

ولفت الخبير إلى أن الجزائر تشكل الاستثناء الوحيد من بين دول اتحاد المغرب العربي، حيث سبق لها أن اعتبرت أن مبادرة المغرب برفع التأشيرة على المواطنين الجزائريين مبادرة أحادية لا تعنيها، وهو ذات الرد الذي عبرت عنه بخصوص مبادرة تونس منح حرية التنقل والإقامة لكل أفراد دول اتحاد المغرب العربي.

وأوضح الفاتحي بأن الجزائر بدأت، نتيجة موقفها ذاك، تحس بالكثير من الإحراج السياسي على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما أن التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية اتهم الجزائر بعرقلة جهود محاربة الإرهاب في المنطقة، بسبب عدم تنسيقها مع المغرب ومع دول المنطقة.

وعلى الرغم من أن الموقف المغربي من قضية الوحدة الترابية كان حاسما، يضيف الفاتحي، إلا أن الجزائر ظلت تعتقد أن قضية إغلاق الحدود تشكل مدخلا لمحاصرة المغرب وعزله عن الفضاء المغاربي والإقليمي، وبالتالي إضعافه إلى حين تقديم تنازلات بشأن النزاع في الصحراء، وأنها بهذا الحصار يمكنها أن تترجم رغبتها في فرض هيمنتها على المنطقة المغاربية.

واسترسل الفاتحي بأن هذا المسعى الجزائري سيستمر حتى لو فشلت في ذلك، مشيرا إلى أن المغرب بالمقابل استطاع فتح العديد من الأبواب في اتجاه الاتحاد الأوربي حيث حصل على صفة الوضع المتقدم، وانفتح على الفضاء الأمريكي من خلال اتفاقية التبادل الحر، كما استطاع أن يصبح ثاني مستثمر على المستوى الإفريقي بعد جنوب إفريقيا”.a

 

 

 

 

Comments are closed.