تزامن رمضان مع الصيف منح أصحاب المطاعم والمقاهي في المغرب عطلة استثنائية

 

تزامن رمضان مع الصيف منح أصحاب المطاعم والمقاهي في المغرب عطلة استثنائية

تسبب تزامن شهر رمضان المبارك مع موسم العطلات الصيفية في ارتباك برامج العائلات المغربية في قضاء عطلهم على الشواطئ ذلك لأن غالبية الأسر تفضل تمضية أيام الشهر في البيت وهي عادة مغربية بامتياز.

وكان الأسبوعان الأولان من يوليو (تموز) الماضي قد عرفا إقبالا غير مسبوق على المصايف في مختلف أنحاء المغرب، خاصة في مدن الشمال التي تشتهر بشواطئها الجميلة. وكانت تلك الفترة «الفرصة» الوحيدة بنظر كثيرين للاستفادة من عطلة قصيرة بجانب البحر قبل حلول شهر رمضان. ففي رمضان تضطر العائلات إلى العودة بسرعة إلى البيت لتوفير كل ما يتعلق بالأكل، وتحضير مختلف الوصفات الرمضانية الشهيرة في المغرب مثل حلوى «الشباكية» التي يتناولها المغاربة مع شربة «الحريرة» أو «السفوف» وهو خليط من الفواكه الجافة المطحونة والممزوجة مع الدقيق ويعد من «ضرورات» مائدة رمضان نظرا لمحتوياته الغنية التي تمد الجسم بالطاقة.

وإذا كان معظم المغاربة يفضلون تمضية رمضان في البيت ويلغون أو يؤجلون سفرهم وعطلهم إلى ما بعد انقضاء هذا الشهر، فإن بعض العائلات أصبحت مضطرة لقضاء شهر رمضان على الشواطئ لأنه لا خيار أمامها غير ذلك للاستفادة من العطلة الصيفية السنوية.

هذه الفئة تتكون غالبا من أصحاب المهن التي تتأثر وتتراجع مداخيلها خلال شهر رمضان، ومن أبرزهم أصحاب المطاعم والمقاهي، الذين منحهم رمضان هذه السنة عطلة استثنائية قرب الشواطئ. وهناك أيضا موظفو بعض الشركات التي تغلق أبوابها خلال شهر محدد من السنة، بحيث لا يكون بإمكانهم تغيير موعد عطلاتهم.

مصيف «واد لو» أحد المصايف الجميلة المطلة على المتوسط يبعد عن مدينة تطوان في شمال المغرب، بنحو 40 كيلومترا. وفيه توجد بيوت بسيطة وأيضا فيلات فاخرة مخصصة للإيجار للمصطافين. وتفضل العائلات المحافظة في الغالب مصيف «واد لو» لبعده بمسافات طويلة عن مصايف الشمال الصاخبة مثل «مارينا سمير» و«كابيلا» و«كابو نيكرو»، ولذا فهو مناسب أيضا لقضاء العطلة في شهر رمضان.

يقول صاحب أحد البيوت المخصصة للإيجار، إنه بخلاف المعتاد، أصبحت بعض العائلات المغربية تقضي شهر رمضان في المصايف، نظرا لتزامنه مع العطلة الصيفية السنوية، وهي في الغالب تكون مضطرة لذلك، على الرغم من أن أجواء رمضان في المصيف جميلة بل ومتميزة.. على حد قوله.

ويضيف أنه خلال السنوات الأخيرة لم يعد بيته خاليا من المصطافين خلال هذا الشهر، بل تستأجره عائلات لمدد متفاوتة، تقضي فيه أياما رمضانية غير مألوفة بعيدة عن الرتابة. فصلاة التراويح تقام في ساحة على الكورنيش، وأحيانا على الرمال. أما السباحة فتقتصر على الرجال والأطفال، لأنه ليس لدى النساء وقت سوى لتحضير ما لذ وطاب من المأكولات لتكون جاهزة على مائدة الإفطار، وهن يؤخرن ساعات الاستجمام على الشاطئ إلى الليل، فيجلسن بعد صلاة التراويح لتبادل الأحاديث بالقرب من الشاطئ، ومنهن من يفضلن ممارسة رياضة المشي أملا في إنقاص وزنهن الذي يزيد في شهر رمضان.

بالطبع لا يمكن القول إن جميع أصحاب المطاعم والمقاهي يغلقون محلاتهم ويتوجهون صوب البحر في رمضان. ذلك أن عددا كبيرا منهم يستغل هذا الشهر حين يتراجع الإقبال على «أكل الشارع» – كما يسميه المغاربة – إلى حد كبير جدا. وبالتالي، يغتنم البعض هذه الفرصة لإجراء إصلاحات على مطاعمهم ومقاهيهم، وهذه ظاهرة ملحوظة بشكل واسع في مختلف الأحياء، سواء الشعبية منها أو الراقية، حيث يقوم أصحاب تلك المحلات بتغيير تصاميمها الداخلية وتجديد الديكور، وهي عناصر ذات أهمية كبيرة في جلب زبائن جدد.

من ناحية ثانية، تبقي بعض المطاعم والمقاهي أبوابها مفتوحة في رمضان، حين تقدم وجبات إفطار لمن يضطر لتناول إفطاره خارج البيت كالمسافرين وغيرهم. وكثيرا ما تبقى مفتوحة إلى ساحة متأخرة من الليل مرحبة بزبائنها الدائمين.

أما فيما يتعلق بالفنادق، فإن مداخيلها تتأثر بشكل كبير بسبب تزامن ذروة الموسم السياحي المتمثل في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) مع شهر رمضان. ولذا تحاول هذه الفنادق تقديم عروض خاصة خلال هذه الشهر مثل تقديم وجبات مجانية للأطفال بهدف تشجيع السياح المغاربة على تغيير عادات قضاء شهر الصيام في البيت، بيد أن الإقبال يبقى محدودا. وفيما يتعلق بالمهاجرين المغاربة في الخارج الذين يفضل غالبيتهم قضاء عطلهم السنوية في المغرب، يمكن القول إن هؤلاء لا تغريهم الإقامة في الفنادق، لأنهم غالبا ما يبحثون عن الأجواء العائلية التي يفتقدونها في البلدان الأوروبية، وهكذا يكون شهر رمضان فرصة لا تعوض بالنسبة لهم للقاء أقاربهم وأصدقائهم من جديد على موائد رمضانية.

 

Comments are closed.